التقسيط المريح… فخ غير مريح:

 التقسيط المريح… فخ غير مريح: 






ما كتبته اليوم كان تجربتي وتجارب أصدقائي مع تطبيقات الشراء بالتقسيط خاصة طلاب الجامعة لان دخلهم محدود نسبياً


خلال سنواتي في الدراسة الجامعية، لاحظت انتشار شيء معين بين الطلاب بشكل سريع… شيء بدأناه بنية “الذكاء المالي”، لكنه انقلب لاحقًا إلى عبء حقيقي. أتحدث عن تطبيقات الشراء بالتقسيط.


في البداية، لم أكن وحدي. ثلاثة من أصدقائي المقربين أول ما نزلت المكافأة الجامعية استخدموا تطبيقات التقسيط لشراء أجهزة جديدة: واحد اشترى آيباد، والثاني لابتوب، والثالث بدأ برحلات سفر محلية ( سياحة وليس ضرورة) ! الفكرة كانت بسيطة ومغرية: “ادفع بعدين”، أو “قسّط بدون فوائد”.


أنا شخصيًا لم أكن أفضل الدخول في التزامات، لكن في لحظة ضعف أو يمكن حماس، وقعت في نفس الفخ. استخدمت أحد التطبيقات لأشتري شيئًا كنت أعتقد أنني أحتاجه، لكن بعد فترة اكتشفت أن التقسيط ما كان “مريح” أبدًا، بل جعلني أحسب كل شهر كم بقي لي، وهل أقدر أشتري شيء جديد أو لا.


الخطير في الموضوع أن الطالب لما يشوف التقسيط الشهري بسيط – مثل 100 أو 150 ريال – يعتقد أن الوضع تحت السيطرة. لكن لما تتراكم أكثر من قسط، تبدأ تحس أنك تشتغل عشان تسدد، حتى لو ما عندك دخل فعلي. بعض زملائي صاروا يسددون ثلاثة أو أربعة دفعات شهريًا، وكلها على أشياء مو ضرورية.


الأسوأ؟ أحيانًا يتأخر السداد بسبب النسيان أو نقص الرصيد، وتبدأ الرسوم والإنذارات ( سابقاً الان لا يوجد رسوم للتأخير )،

أنا ما أقول إن تطبيقات التقسيط كلها سيئة، لكن استخدامها بدون وعي مالي – خاصة بين الطلاب – ممكن يكون مثل السير في طريق مغري لكنه مليء بالمطبّات. الفكرة الحقيقية اللي تعلمتها من تجربتي وتجارب أصدقائي هي:


إذا ما تقدر تشتريه اليوم من مالك، يمكن ما تحتاجه فعلًا.


اليوم، صرت أحاول أعيش بمبدأ بسيط: “ادّخر قبل تشتري”. أحط ميزانية، أفرق بين “الاحتياج” و”الرغبة”، وأتجنب أي التزام مالي أنا مو متأكد إذا أقدر ألتزم فيه شهريًا.

ف إذا كنت ابغى اشتري جهاز سعره ١٠٠٠ ريال بالتقسيط لازم يكون عندي ٥٠٠ ريال في حساب السداد عشان كل شهر اقدر اسدد بدون ما اضغط نفسي. 


ايش تعلمت من الطريقة الي اتّبعتها ؟ 

أولاً : صرت اخطط كل بداية شهر لكل ريال بينصرف و كان عندي حساب احتياط قيمته ٥٠٠ ريال فأكثر . 

ثانياً : ( حساب الاحتياط ) كل بداية شهر احول ٥٠٠ لحساب ثاني و يبقى في حسابي ٤٩٠ و إذا احتجت حولت من الحساب الخاص بالاحتياط لحساب الصرف ف مرات كثير أتكاسل و اكنسل أشياء كنت احسب انها ضرورية وقتها. 

ثالثاً : ما اشتري اكثر من حاجتين بالتقسيط يكون سدادها ف شهر الواحد . 


نصيحتي لأي طالب: لا تستعجل. راحة التقسيط ممكن تكون قصيرة، لكن عبء الدفعات أطول مما تتخيل. 


أتمنى إذا كان عندك حل ما ذكرته او تختلف مع طريقتي تكتب في قسم التعليقات عشان ننفع بعض و شكراً ❤️




كتابة و إعداد : مهند الشهري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

🎯 قرشك الأبيض ليومك الأبيض ..

عيد الأضحى بين الجذور الدينية و الأثر الاقتصادي

التكلفة الاقتصادية للتوترات الجيوسياسية و تأثيرها على التجارة العالمية